
علينا جميعا في هذا البلد، أن نكون ملتفتين إلى مكوناتنا، وإلى الساحة بكلها من حولنا، الجيش يستهدف بالاستقطاب، كذلك القوى الأمنية مستهدفة بالاستقطاب، أبناء هذا الشعب وأبناء القبائل مستهدفون بالاستقطاب، لماذا؟ لأن أكبر عامل استفاد منه الأعداء في عدوانهم على بلدنا وأطال أمد الحرب وأخر النصر إلى اليوم، هي حالة الاختراق والاستقطاب، لو لم يتملك السعودي والإماراتي، لو لم يشتر بعض اليمنيين ليقاتلوا ويذهبوا إلى الميدان ويكونوا هم الضحية، ويشتري بعض السياسيين ليكونوا هم غطاء سياسيا، ويشترى بعض الإعلاميين ليكونوا أبواقا له، ينفخ فيها ومنها بأكاذيبه وافتراءاته وتضليله ودجله، هل كان العدوان ليستمر إلى اليوم؟! هل كانت المعركة ستتأخر إلى اليوم؟! لا. لكان الشعب اليمني لو سلم من عمل أولئك الخونة قد حسم المعركة لصالحه إلى اليوم، فإذن هو يرى، المعتدي هو يرى أنه كلما استقطب في ساحتنا الداخلية أكثر وكلما اشترى المزيد من العبيد، وكلما اشترى المزيد أيضا من الخادمات؛ كلما يتمكن أكثر من أن يطيل أمد الحرب بنفس، القتلى يمنيون، الضحايا يمنيون، الأبواق يمنية إلخ… .
نحن معنيون اليوم في كل المستويات والمواقع وفي كل الاتجاهات، أن نواجه هذه الحالة من الاستقطاب، بكل الوسائل والأساليب، توعويا تثقيفيا لتجريم الخيانة، ولكن وأيضا هناك عامل مهم يتحفظ عليه الإخوة في المؤتمر ولا نرى لهم حقا في الحفظ عليه أبدا، وهو تفعيل الردع القانوني، تفعيل الردع القانوني لأن البعض من أبناء البلد، بعض الساسة، بعض العسكريين، بعض أبناء القبائل، لم ينفع فيه لا محاضرة ولا توعية ومآس يراها بعينه تحدث، أن يرى أبناء هذا البلد بالآلاف قتلوا، يرى مشاهد القتل في الأطفال والنساء من القنابل التي ألقاها أولئك المعتدون، يرى الاستباحة لشعبه وبلده، يرى حجم الدمار الهائل في الجسور والطرقات والمستشفيات يرى الحصار والمعاناة الاقتصادية كل كذلك لن يحرك ضميره لأن لم يعد له ضمير ولم يحرك وجدانه لأن قد مات وجدانه ولا يحرك فيه نخوة ولا وطنية ولا إنسانية لأن كل ذلك أصبح بالنسبة له كلاما فارغا لا معنى له، لكن هناك عامل الردع القانوني .
اقراء المزيد